الصقارة في التاريخ
عرف الإنسان رياضة الصيد بالصقور مع ظهور الحضارات، وتثبت السجلات والحفريات والنصوص القديمة أن هذه الرياضة عُرفت في المنطقة العربية منذ 9000 عام ق. م. ، ويمثل صقاري الشرق الأوسط 50٪ من صقاري العالم.
الصقارة عند العرب
لعبت الصقور منذ قديم الزمان دوراً مهماً في حياة العربي، إذ كانت رفيقته التي يعتزّ بها، فكانت في البداية وسيلة يعتمد عليها في جلب الطعام بعد أن يدرّبها على الصيد، ويستخدمها في مطاردة وجلب الفرائس، وبعد أن وجد الإنسان وسائل أخرى لتوفير الطعام، استمرت علاقته بالصقور لتتحوّل إلى رياضة تراثية تعيده إلى أحضان الصحراء، وتربطه بجذوره الضاربة في عمق رمالها الذهبية، وقد عرف العرب «البيزرة»، وهو اسم مشتق من الباز (الطائر المعروف)، قبل الإسلام. كما عرفت الدولة الإسلامية عبر عصورها المختلفة اهتماماً واضحاً بالصقور والصيد بها.وإذا كان البيزنطيون هم أول من ألّفوا الرسائل في البيزرة، فإن العرب قد أضافوا إليها الكثير، حتى إنهم جعلوها علماً يدرس كالطب للإنسان والبيطرة للحيوان. ولم يقتصر شغف الصيد بالصقور عند العرب على الأمراء والملوك، بل عرفت كرياضة يمارسها الناس من كل الطبقات وفي كل العصور.
راسخة ذو جذور تراث عربي
الصقارة في الإمارات
وعلى الرغم من أن الصيد بغرض الحصول على الغذاء لم يعد منتشراً اليوم، إلاّ أن الصقارة لا تزال رياضة تحظى بشعبية كبيرة بين شريحة كبيرة من المواطنين الإماراتيين الذين يمثلون نسبة كبيرة من صقاريّ العالم.
وقد تم تمثيل تراث الصقارة على نحوٍ بارز في العديد من الرموز الوطنية لدولة الإمارات، مثل الأوراق النقدية والشعارات الرسمية،
كالشعار الرسمي لحكومة أبوظبي، مما يؤكد على مكانة هذه الرياضة في ثقافة البلاد وتاريخها، كما تبذل الدولة جهودًا جبارة للحفاظ على هذا النشاط التراثي الفريد، ونشر الوعي حول أساليب الصيد المستدام وحماية الحياة البرية.